اليوم العالمي لإغلاق معتقل جوانتانامو

 تشارك مختلف المنظمات والهيئات الحقوقية والانسانية الدولية هذا اليوم في إحياء اليوم العالمي لإغلاق سجن جوانتانامو سيء السمعة الذي يشكل استمراره خروجاً صارخاً على جميع القوانين والمواثيق الدولية وانتهاكاً لكافة الشرائع والأعراف.

تشارك مختلف المنظمات والهيئات الحقوقية والانسانية الدولية هذا اليوم في إحياء اليوم العالمي لإغلاق سجن جوانتانامو سيء السمعة الذي يشكل استمراره خروجاً صارخاً على جميع القوانين والمواثيق الدولية وانتهاكاً لكافة الشرائع والأعراف.
وبعد أكثر من أربع سنوات على بدء احتجاز مئات المعتقلين فيه ما تزال السلطات الامريكية تمارس بحق المعتقلين أبشع وسائل التعذيب وأقسى أساليب المعاملة اللاانسانية والمهينة في ظل احاطة المعتقل بالسرية والتكتم الشديد ومنع المنظمات الانسانية من زيارة المعتقل والتواصل مع المعتقلين.
ان رفض السلطات الامريكية منذ بداية الاعتقال لاعتبار المعتقلين أسرى حرب وبالتالي عدم شمولهم باتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949 المتعلقة بشؤون أسرى الحرب هو قرار غير قانوني وغير انساني هدفه التعامل مع هؤلاء المعتقلين بعيداً عن أية التزامات قانونية أو انسانية تجبر هذه السلطات على اعطائهم الحقوق والامتيازات المتعارف عليها في القانون الدولي الانساني التي لو طبقت لكانت تشكل عائقاً أمام تعسف السلطات الامريكية في أساليب مواجهتها للارهاب الذي تدعي محاربته ولكن للأسف في دائرة من الهوس والعشوائية في المعالجة وبدون اعتبار لأية موانع قانونية أو اخلاقية.
ويأتي الاحتفال هذا اليوم وسط تزايد الضغوطات الدولية والمطالبات الملحة من مختلف الحكومات والمنظمات الدولية والانسانية بإغلاق معتقل جوانتانامو الذي يشكل مأساة انسانية وانموذجاً غير أخلاقي على أساليب التعامل مع الانسان سواء أكان بريئاً أو مهتماً أو مذنباً وفي نفس السياق جاء إعلان البيت الأبيض منذ أيام على نية الادارة الامريكية في منح المعتقلين بعض حقوق أسرى الحرب ولكن في الحد الأدنى منه ليؤكد مرة أخرى على حجم الاحراج الذي تعيشه هذه الادارة وخاصة بعد صدور قرار المحكمة العليا الامريكية الأخير الذي اكد عدم قانونية المحاكم العسكرية التي أنشأها الرئيس بوش والتي تمثل احد صور انتهاك القانون الامريكي والقانون الدولي الانساني. ان إقرار السلطات الامريكية بأحقية المعتقلين بالمعاملة ضمن الحدود الدنيا من امتيازات اتفاقية جنيف الثالثة بشأن حقوق الأسرى هو في حد ذاته انتصار لقضية المعتقلين ولو ان هذه الخطوة جاءت متأخرة وغير كافية ومن الضروري ان تنصاع السلطات الامريكية الى أصوات الحق والعدالة والقانون والانسانية قبل كل ذلك وتعلن ان المعتقلين يجب ان يعاملوا وفق نصوص الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بعيداً عن أجواء غوانتانامو المليئة بالإهانة والتعذيب والحرمان من الحقوق الانسانية التي أقرتها الشرائع السماوية والقوانين المواثيق الدولية.

 

* المحامي 
وكيل أسر المعتقلين السعوديين في جوانتانامو 

 

عن صحيفة عكاظ عدد 1875 تاريخ 5/أغسطس 2006