المحامي كاتب الشمري (عضو الفريق السعودي للدفاع عن معتقلي غوانتانامو): السعوديون اعتقلوا في باكستان

26 شعبان 1425

 

شهدت معتقلات غوانتانامو خلال المدة الماضية، حركة نشطة تمثلت في إطلاق سراح عدد من المعتقلين من جنسيات مختلفة، وصدور أحكام من القضاء الأمريكي بأحقية حصول المعتقلين على محاكمة عادلة، والسماح لهم بتعيين محامين ورغم صدور هذه الأحكام القانونية، إلا أن معظم المعتقلين في غوانتانامو، ومن بينهم المعتقلين السعوديين، لم يتم تطبيق هذا القانون عليهم بعد كما أن جملة المعتقلين الذين تم إطلاق سراحهم، لم يكن من بينهم سعوديون إلا ما ندر وللوقوف على حقيقة أوضاع المعتقلين في غوانتانامو بشكل عام، والسعوديون منهم بشكل خاص، التقى موقع (المسلم) مع المحامي كاتب فهد الشمري (عضو فريق المحامين السعوديين للدفاع عن معتقلي غوانتاناموا بحكم عضويتك في فريق المحامين السعودي لتسوية أوضاع المعتقلين السعوديين في غوانتانامو، كيف تشكَّل وإلى أي جهة يتبع وما هي نشاطاته؟ تشكل فريق المحامين السعودي لتسوية أوضاع المعتقلين السعوديين في غوانتانامو بعيد احتجاز المئات من الأسرى والمعتقلين في سجن قاعدة غوانتانامو الأمريكية في جزيرة كوبا، وقد تم تشكيل هذا الفريق بمبادرة خاصة وبصورة تطوعية من قبل بعض المحامين السعوديين الذين شعروا أن قضية المعتقلين في غوانتانامو لها أبعاد دولية سياسية وأمنية وقانونية تستوجب تكثيف وتوحيد الخطوات التي تسعى لإنهاء معاناة هؤلاء المعتقلين وطبعاً لا يتبع فريق المحامين إلى أي جهة رسمية إلا أن الفريق يقوم بالتنسيق مع السلطات الحكومية المختصة، وخاصة وزارة الخارجية ووزارة الداخلية، حيث تقدم هذه الجهات الدعم والمساندة لعملنا وتحرص بشكل دائم على تعزيز الجهود المشتركة بين الفريق وبينها لمعالجة القضية، ومنذ بداية تشكيل الفريق سعينا إلى بذل أقصى الجهود الممكنة لإنهاء معاناة المعتقلين في غوانتانامو وقمنا بالتنسيق مع السلطات السعودية المختصة، وكذلك أجرينا اتصالاتنا مع السلطات الأمريكية ومع المنظمات الدولية ذات الصلة وأهمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكذلك كثفنا اتصالاتنا مع المنظمات الحقوقية الدولة ومكاتب المحاماة في الولايات المتحدة، كل ذلك في سبيل الاستفادة من أية إمكانية تساعد في إطلاق سراح المعتقلين السعوديين من غوانتانامو. ما ملابسات احتجاز السجناء السعوديين في غوانتانامو؟ جرت عمليات اعتقال السجناء السعوديين في غوانتانامو بشكل عشوائي، وتميزت بالطابع التعسفي وخارج أي إطار قانوني أو شرعية دولية، مع الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من السعوديين المعتقلين في غوانتانامو تم إلقاء القبض عليهم خارج منطقة العمليات العسكرية للقوات الأمريكية، وبشكل أدق في الأراضي الباكستانية، حيث تم تسليمهم ومقايضتهم من قبل الجماعات التي تعرف بتجار الحروب إلى القوات الأمريكية كما أن معظم هؤلاء المعتقلين هم ممن كانوا يقدمون الخدمات الإغاثية والإنسانية وصغار السن في أفغانستان وباكستان. ما موقف القانون الدولي والأمريكي من استمرار احتجاز المعتقلين في غوانتانامو؟ منذ بداية الاعتقال لم توجه للمعتقلين أية اتهامات، وتم حرمانهم من المثول أمام القضاء، ولم يسمح لهم بتوكيل محامين، وقد ثارت ضجة كبيرة لدى المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية وانتقدت مواقف الإدارة الأمريكية التي تصر على احتجاز مئات الأشخاص لأوقات طويلة وغير محددة دون توجيه أية اتهامات لهم وطالبتها بضرورة مثولهم أمام المحاكم المدنية للنظر في قاضاياهم، وبالنظر إلى موقف الإدارة الأمريكية فهي لم تعدهم أسرى حرب، وبالتالي لا يخضعون لاتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949م المتعلقة بحقوق أسرى الحروب، حيث اعتبرتهم هذه الإدارة (مقاتلين أعداء خطرين) وهو وصف تحاول من خلاله التنصل من التزاماتها الدولية والأخلاقية تجاه هؤلاء المعتقلين ومنذ شهور قليلة صدر قرار عن المحكمة العليا الأمريكية شكل سابقة قضائية، حيث سمح لمعتقلي غوانتانامو في اللجوء إلى القضاء المدني الأمريكي للطعن في شرعية اعتقالهم، ولوحظ في الآونة الأخيرة بدأت تقدم البعض منهم إلى محاكم عسكرية، وهذه المحاكم شكلت قبل صدور قرار المحكمة العليا إلا أن الإدارة الأمريكية تهربت من التزاماتها القانونية تجاه هذا القرار ولجأت إلى المحاكم العسكرية التي تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني. ما قانونية هذه المحاكم العسكرية؟ وما مصيرها حسب رأيك؟ إن لجوء الإدارة الأمريكية إلى المحاكم العسكرية لمحاكمة معتقلي غوانتانامو هو محاولة من هذه الإدارة للتهرب من استحقاقاتها القانونية والدستورية _كما قلت_ وتمثل في الوقت نفسه مخالفة للدستور الأمريكي وللقانون الدولي بنفس الوقت بما تحمله من تجاوزات ومخالفات قانونية، ولا توفر أي نوع من ضمانات حقوق الإنسان وضمانات تحقيق العدالة، ومن المتوقع ألا يكتب النجاح والاستمرارية لهذه المحاكم العسكرية في ظل الفشل الذي تواجهه، وفي ظل الانتقادات المتصاعدة والموجهة لها من قبل المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية والأمريكية. بين الحين والآخر يتم إطلاق سراح بعض المعتقلين في غوانتانامو. برأيك ما الأسباب التي تساهم في ذلك، ولماذا يتم إطلاق سراح معتقلين من جنسيات محددة؟ إن إطلاق سراح بعض المعتقلين من جنسيات محددة يرجع بالدرجة الأولى إلى تقديرات الإدارة الأمريكية لملفات هؤلاء المعتقلين بالإضافة إلى علاقات الولايات المتحدة مع حكومات هؤلاء المعتقلين وأكبر مثال على ذلك المعتقلين الذين يحملون الجنسية البريطانية وجدنا كيف لعبت العلاقات الخاصة بين الحكومتين الأمريكية والبريطانية الدول الأساسي في التعجيل في إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، وكذلك قبل أكثر من عام أُطلق سراح خمسة سعوديين من المعتقلين في غوانتانامو نتيجة الجهود الحثيثة التي قامت بها الحكومة السعودية. بحكم اطلاعك ومتابعتك المستمرة، ما حقيقة أوضاع المعتقلين في غوانتانامو وإلى أي درجة يعاني المعتقلون هناك؟ إن التكتم الشديد من قبل السلطات الأمريكية تجاه الأوضاع الحقيقة لهؤلاء المعتقلين وعدم السماح بزيارة المنظمات الإنسانية المختصة لهم للوقوف على حقيقة الحالة التي يعيشونها كل ذلك يؤكد بشاعة أساليب المعاملة وطرق التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون والتي أكدتها شهادات المفرج عنهم من المعتقلين وتقارير المنظمات الدولية وحتى تصريحات المسؤولين في الإدارة الأمريكي، حيث أكدت هذه التصريحات على وجود ما يسمى بتقنيات تعذيب تستخدم مع المعتقلين تمت الموافقة عليها من قبل السلطات الأمريكية. كيف يتم الاتصال بينكم (كفريق للمحامين السعوديين) وبين المعتقلين في غوانتانامو؟ وهل يوجد اتصال مباشر أو غير مباشر بين المعتقلين وذويهم؟ بالنسبة للمعتقلين السعوديين لا يوجد أية قنوات اتصال مباشرة معهم، ولكن هناك اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي قامت بزيارات تفقدية قليلة إلى معتقل غوانتانامو، حملت من خلالها بعض الرسائل من المعتقلين إلى ذويهم وبالعكس، ويجب ملاحظة أن هناك حالات انقطاع لهذه الرسائل تزيد في بعضها عن التسعة شهور وأيضاً هناك الفريق الأمني السعودي المكلف بمتابعة أوضاع المعتقلين السعوديين في غوانتانامو قابل جميع المعتقلين وتفقد أحوالهم منذ البداية وحتى الآن يتابع وحمل معه رسائل منهم إلى ذويهم، وتجب الإشارة إلى أن زيارات الفريق الأمني السعودي إلى المعتقلين السعوديين في غوانتانامو والمساعي التي يبذلها تمثل تجسيداً فعالاً للجهود الحكومية في سبيل إنهاء قضيتهم في أسرع وقت ممكن.